ولذلك اشتدّ غضبها على أبي بكر وعمر حتّى صارت تدعو عليهما في كلّ صلاة تصلّيها ، وأوصت زوجها بأن لا يحضر جنازتها أحدٌ منهما ، وأنْ يجنّبها تلك الوجوه التي تكرهها.
وقد تعمّدوا إيذاءها ليشعروا عليّاً بأنّه أهون عليهم من ابنة النّبي التي هي سيدة نساء العالمين ، والتي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها ، فما عليه إلاّ السّكوت والرّضى.
س٢٣ : لماذا تخلّف عن سريّة أُسامة عظماء القوم؟
* ج : لمّا استتبّ الأمرُ لأبي بكر ، وأصبح خليفة المسلمين بجهود عمر رغم أُنوف المعارضين ، طلب من أُسامة أن يترك له عمر بن الخطّاب ليستعين به على أمر الخلافة ، لأنّه لا يقدر على إتمام المخطّط بمفرده ، ولا بدّ له من العناصر الفعّالة الذين لهم من القوّة والجُرأة ما عارضوا بها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم يبالوا بغضب الله ولا بلعن النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لمن تخلّف عن بعث أُسامة ممّن عبأهم بنفسه ، ولا شكّ بأنّ المخطّطين لهذا الأمر تخلّفوا عن السريّة ليبرموا أمرهم ، ويتعاونوا على تركيز قواعدهم.
س٢٤ : لماذا أُبعد الإمام علي عن كلّ مسؤولية ولم يشركوه في شيء؟
* ج : بالرّغم من أنّهم قرّبوا عدداً كبيراً من الطلقاء ، وأعطوهم المناصب في حكومتهم ، وأشركوهم في أمرهم ، وعيّنوا منهم أُمراء وولاة في كلّ الجزيرة العربية ، وفي كلّ الأقطار الإسلاميّة ، ومن هؤلاء الوليد بن عقبة ، ومروان بن الحكم ، ومعاوية ويزيد ابنا أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، وأبو هريرة ، وكثيرون من الذين كانوا يجرّعون رسول