الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الغْصص ، إلاّ أنّهم أبعدوا علي بن أبي طالب فنبذوه وتركوه حبيس داره ، ولم يشركوه في شيء من أمرهم طيلة ربع قرن; ليذلّوه ويُحقّروه ويُبعدوا النّاس عنه; لأنّ الناس عبيد الدنيا يميلون مع صاحب السّلطة والجاه والمال ، وما دام علي لا يجد قوت يومه إلاّ بكسب يمينه وعرق جبينه ، فسيتفرق النّاس عنه ولا يميلون إليه.
وفعلا فقد بقي علىّ سلام الله عليه على تلك الحالة مدّة خلافة أبي بكر وخلافة عمر وخلافة عثمان رهين البيت ، يعملُ الجميع على تحقيره ، وإطفاء نوره ، وإخفاء فضائله ومناقبه ، وليس له من حطام الدّنيا وما يرغّب النّاس فيه.
س٢٥ : لماذا حاربوا مانعي الزّكاة رغم تحريم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لذلك؟
* ج : لأنّ الصحابة الذين حضروا بيعة الإمام علي في غدير خم ، وهم راجعون من حجّة الوداع بصحبة النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، امتنعوا عن أداء الزّكاة لأبي بكر ، لأنّهم لم يحضروا وفاة النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا الأحداث التي أعقبتها في شأن تبديل الخلافة من علي لأبي بكر; لأنّهم لا يسكنون المدينة ، ولا شكّ بأنّ بعض الأخبار وصلت إليهم بأنّ فاطمة تخاصمتْ معهم وغضبتْ عليهم ، وبأنّ عليّاً امتنع عن بيعتهم ، لكلّ ذلك رفضوا إعطاء الزكاة لأبي بكر حتّى يتبيّنوا الأمر.
ومن هنا قرّر أبو بكر وعمر وجهاز الحكم أن يبعثوا إليهم جيشاً بقيادة خالد بن الوليد الذي كان سيفهم المسلول ، فأخمد ثورتهم ، وأسكت حسّهم ، وقتل رجالهم ، وسبى نساءهم وذراريهم ، ليكونوا عبرةً لمن تحدّثه نفسه