الأباطيل ، وكلّ السفاسف والمخاريق التي لا يقبلها عقل ولا ذوقٌ سليم ، ومن حقّ المسلمين الباحثين أن ينزّهوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن أمثال هذه الروايات المزيفة التي ملأت كتب الأحاديث ، وخصوصاً منها المعدودة من الصّحاح.
فنحن لم نخرج إلاّ من كتاب البخاري ومسلم ، اللذين هما عند أهل السنّة أصحّ الكتب بعد كتاب الله ، وإذا كان هذا شأن الصّحاح بخصوص الطّعن بقداسة الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وعصمته ، فلا تسأل عن باقي الكتب الأُخرى.
كلّ ذلك من وضع أعداء الله وأعداء رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذين تزلّفوا إلى حكّام بني أُميّة في عهد معاوية وما بعده ، حتّى ملأوا المطامير بالأحاديث المكذوبة ، والتي يريدون من خلالها الطّعن على صاحب الرّسالة صلىاللهعليهوآلهوسلم ; لأنّهم لم يؤمنوا بكلّ ما جاء به من عند الله.
هذا من جهة ومن جهة أُخرى ليبرّروا أفعال أسيادهم البشعة والشنيعة التي سجّلها تاريخ المسلمين ، وقد كشفهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من بداية البعثة ، وحذّر منهم وطردهم من المدينة ولعنهم.
فقد أخرج الطبري في تاريخه ، قال : رأى النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أبا سفيان مقبلا على حمار ومعاوية يقود به ، ويزيد ابنه يسوق به ، فقال : لعن الله القائد والراكب والسائق (١).
وأخرج الإمام أحمد في مسنده من طريق أبي برزة الأسلمي ، قال : كنّا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في سفر ، فسمع رجلين يتغنّيان وأحدهما يجيب الآخر
____________
(١) تاريخ الطبري ٨ : ١٨٥.