وهو يقول :
لا يزال حواري تلوح عظامه |
|
زوى الحرب عنه أن يجنّ فيقبرا |
فقال النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : أُنظروا من هما؟ فقالوا : فلان وفلان ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « اللّهم اركسهما ركساً ، ودّعهما إلى النار دعّاً » (١).
وعن أبي ذر الغفاري قال لمعاوية : سمعتُ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول وقد مررت به : « اللهمّ ألعنه ولا تشبعه إلاّ بالتراب » (٢).
وقد قال الإمام علي عليهالسلام في كتاب بعث به لأهل العراق :
« والله لو لقيتهم فرداً وهم ملء الأرض ما باليت ولا استوحشت ، وإنّي من ضلالتهم التي هم فيها ، والهدى الذي نحن عليه ، لعلى ثقة وبيّنة ويقين وبصيرة ، وإنّي إلى لقاء ربّي لمشتاق ، ولحسن ثوابه لمنتظر ، ولكن أسفاً يعتريني ، وحزناً يخامرني أنْ يلي أمر هذه الأُمة سفهاؤها وفجّارها ، فيتّخذوا مال الله دولا ، وعباد الله خولا ، والصالحين حرباً ، والقاسطين حزباً » (٣).
وبما أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد لعنهم ـ كما مرّ عليك ـ ولم يجدوا لتلك الأحاديث دسّاً; لأنّ جلّ الصحابة كانوا يعرفونها ، فوضعوا في مقابلها أحاديث أُخرى تقلب الحقّ باطلا ، وتجعل من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شخصاً
____________
(١) مسند الإمام أحمد ٤ : ٤٢١ ولم يسمّ الرجلين والسند حسن ، وعن ابن عباس في المعجم الكبير ١١ : ٣٢ وقد ذكر اسم الرجلين فيكون متابعاً لرواية مسند أحمد.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٨ : ٢٥٨.
(٣) الإمامة والسياسة لابن قتيبة ١ : ١٧٩.