عاديّاً تعتريه الحميّة الجاهليّة ، ويأخذه الغضب إلى أبعد الحدود ، فيسبّ ويلعن من لا يستحقّ ذلك ، ودفاعاً على أسيادهم الملاعين فقد وضعوا هذا الحديث.
أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الدعوات ، باب قول النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : من آذيتُه فاجعله له زكاة ورحمة.
وأخرج مسلم في صحيحه في كتاب البر والصلة والآداب ، باب من لعنه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أو سبّه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجراً ورحمة :
عن عائشة قالتْ : دخل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رجلان ، فكلّماه بشيء لا أدري ما هو ، فأغضباه فلعنُهما وسبّهُما ، فلمّا خرجَا قلتُ : يا رسول الله ما أصاب أحد من الخير شيئاً ما أصابه هذان ، قال : « وما ذاك »؟ قالت : قلت : لعنتهما وسببتهما ، قال : « أو ما علمت ما شارطْتُ عليه ربّي ، قلتُ : اللهمَّ إنّما أنا بشَرٌ فأىُّ المسلمين لعنتُه أو سببتهُ فاجعله له زكاة وأجراً ».
وعن أبي هريرة أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « اللهمّ إنّي أتّخذُ عندك عهداً لن تُخلفنيه فإنّما أنا بشر ، فأىُّ المؤمنين آذيتُه; شتمتُه ، لعنتُه ، جلدتهُ فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقرّبهُ بها إليك يوم القيامة » (١).
وبمثل هذه الأحاديث الموضوعة يصبحُ النّبي يغضَبُ لغير الله ، ويسبّ ويشتمُ ، بل ويلعن ويجلد مَن لا يستحقّ ذلك!! أي نبىّ هذا الذي يعتريه الشيطان فيخرج عن دائرة المعقول ، وهل يسمحُ أيّ رجل دين عادي أن
____________
(١) صحيح مسلم ٨ : ٢٥ كتاب البرّ والصلة والآداب ، باب من لعنه النبي صلىاللهعليهوآله.