يفعل ذلك؟ أم هل لا يُستقبحُ منه ذلك؟!
وبمثل هذه الأحاديث يصبح حكّام بني أُميّة الذين لعنهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ودعا عليهم ، وجلد البعض منهم لارتكابهم الفاحشة ، وافتضحوا أمام النّاس عامّة; يصبحون مظلومين بل يُصبحون مُزكّين ومرحومين ومقرّبين إلى الله.
وهذه الأحاديث الموضوعة تكشف عن نفسها بنفسها وتفضح الوضّاعين ، فلم يكن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سّباباً ولا لعّاناً ، ولا فاحشاً ولا متفحّشاً ، حاشاه .. حاشاه ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم أن غضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم عذاباً أليماً.
وتكفينا رواية واحدة أخرجها البخاري ومسلم عن عائشة نفسها لدحض هذه المزاعم الكاذبة.
أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الأدب ، باب لم يكن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فاحشاً ولا متفحشاً :
عن عائشة قالت : إن يهوداً أتوا النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : السَّام عليكُم ، فقالت عائشة : فقلتُ : عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم ، قال النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « مهلا يا عائشة ، عليك بالرّفق ، وإيّاك والعنف والفحش » ، قلتُ : أو لم تسمع ما قالوا؟ قال : « أو لم تسمعي ما قلتُ؟ رددتُ عليهم فيُستجابُ لي فيهم ، ولا يستجابُ لهم فىَّ ».
كما أخرج مسلم في صحيحه كتاب البرّ والصلة والآداب بأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نهى أن يكون المسلم لعّاناً ، ونهاهم حتى عن لعن الحيوان والدّواب ، وقيل له : يا رسول الله ادعُ على المشركين ، فقال : « إنّي لم أُبعث لعّاناً ، وإنّما بعثتُ رحمة ».