الذي لا تقبله العقول ، ولا يقرّه القرآن الكريم ، ولا الصحيح من السنّة النبويّة ، فقول الله سبحانه وتعالى : ( فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلَى أمْرِ اللّهِ ) (١). أمرٌ صريح في قتال البغاة والظالمين ، ولذلك تلاحظ أن شارح البخاري نفسه كتب على هامش الحديث هذه العبارة : « أُنظر هل في هذا الحديث حجّة على مقاتلة البغاة مع قول الله تعالى فقاتلوا التي تبغي » وإذا تعارض الحديث مع كتاب الله فهو مكذوب ، وليضرب به عرض الجدار.
أمّا السنّة النبويّة الصحيحة فقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في علي عليهالسلام : « من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره ، واخذل من خذله وأدر الحقّ معه حيث دار » (٢) ، فموالاة علي هي موالاة لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونُصرة أمير المؤمنين واجبة على كلّ مسلم ، وخذلانه هو خذلان للحقّ ، ونصرة للباطل.
ثمّ لو تأملتَ في حديث البخاري لوجدتَ هناك في سلسلة الرواة واحداً
____________
(١) الحجرات : ٩.
(٢) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٦٣ ، السيرة الحلبية ٣ : ٣٨٤ ، وفي ملحقات إحقاق الحقّ ٦ : ٢٩٢ عن العقد الفريد واسعاف الراغبين.
وفي مجمع الزوائد للهيثمي ٩ : ١٠٤ : وعن عمرو بن ذي مرّ وسعيد بن وهب وعن زيد بن بثيع قالوا : سمعنا علياً يقول : « نشدت الله رجلا سمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم غدير خم لما قام » ، فقام ثلاثة عشر رجلا ، فشهدوا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم »؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : فأخذ بيد علي فقال : « من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأحبّ من أحبه ، وابغض من يبغضه ، وانصر من نصره واخذل من خذله » رواه البزّار ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة.