ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات ، وعفّروه الثامنة في التراب » (٤).
كلّ ذلك ليُعلّم أمّته النظافة وأسباب الصحة والوقاية ، لا أن يقول لهم : « إذا سقط الذباب في شراب أحدكم فليغمسه » وهذا سبق الحديث عنه فليراجع.
على أنّنا نجد التناقض ظاهراً حتى فيما يختصّ بالهامة التي كان يتشاءم العرب بها ، وهي الطائر المعروف من طير الليل ، وقيل هي البومة وهو تفسير مالك بن أنس ، فإذا كان النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « لا هامة » ، فكيف يتناقض ويتعوّذ منها؟!
فقد أخرج البخاري في صحيحه من كتاب بدء الخلق ، باب يزفّون النسلان في المشي من جزئه الرابع صفحة ١١٩ :
عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال : كان النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يعوّذُ الحسنَ والحسينَ ، ويقول : « إنّ أباكما كان يعوّذُ بها إسماعيل وإسحاق ، أعوذ بكلمات الله التامّة من كلّ شيطان وهامّة ومن كلّ عين لامَّة ».
نعم ، أردنا في هذا الفصل أن نذكر بعض الأمثلة من الأحاديث المتناقضة التي تُنسبُ إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو منها بريء.
وهناك مئات الأحاديث الأُخرى المتناقضة التي أخرجها البخاري ومسلم في صحيحيهما ، وقد ضربنا عليها صفحاً لما عوّدنا القارئ دائماً بالاختصار والإشارة ، وعلى الباحثين أن يكبّوا على دراسة ذلك عسى أنْ يُطّهر الله بهم سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويثيبهم الأجر العظيم ، ويكونوا سبباً في
____________
(٣) صحيح البخاري ١ : ٤٧ كتاب الوضوء ، باب النهي عن الاستنجاء باليمين.
(٤) صحيح مسلم ١ : ١٦٢ كتاب الطهارة ، بابا حكم ولوغ الكلب.