ولذلك نحن وكلّ المسلمين مطالبون بطرح كلّ ما يتعارض والخلق العظيم الذي اختصّ به ، وطرح كلّ ما يتعارض مع عصمته ، أو ما يمسّ شخصه الكريم من قريب أو بعيد.
فالصّحابة والتّابعين ، والأئمة والمحدّثين ، وكلّ المسلمين ، وحتى النّاس أجمعين مدينون لفضله ومزيّته ، فالمنتقدون والمعارضون والمتعصّبون سوف تثور ثائرتُهم كالعادة على كلّ ما هو جديد عليهم ، ولكن رضى الله سبحانه هو الغاية ورضى رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الأمل ، وهو الذُّخر والكنز والرّصيد ، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون ، إلاّ من أتى الله بقلب سليم.
ولنا مع كل ذلك رضى وتعزيّة المؤمنين الصادقين الذين عرفوا قدر الله وقدر رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قبل أن يعرفوا قدر الحكّام والخلفاء والسّلاطين.
أذكر أنّي لقيتُ معارضة شديدة حتّى أتهمتُ بالكفر والخروج عن الدّين ، عندما انتقدتُ البخاري في تخريجه حديث لطم موسى لملك الموت وفقأ عينه ، وقيل لي : من أنتَ حتى تنتقد البخاري؟ وأثاروا حولي ضجّة وضوضاء ، وكأنّي انتقدت آية من كتاب الله.
والحال أنّ الباحث إذا ما تحرّر من قيود التقليد الأعمى والتعصّب المقيت ، سوف يجد في البخاري ومسلم أشياء عجيبة وغريبة ، تعكس بالضّبط عقليّة العربي البدوي الذي ما زال فكره جامداً يؤمن ببعض الخرافات والأساطير ، ويميل فكره إلى كلّ ما هو غريب ، وليس هذا بعيب ولا نتّهمه بالتخلّف الذهني ، فليس عصره البدائي هو عصر الأقمار الصّناعية ، ولا التلفزيون والهاتف والصاروخ.