النحر ببراءة ، وأن لا يحجّ بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان!!
وبهذا الأُسلوب قضى البخاري على فضيلة علي بن أبي طالب ، في أنّه هو الذي أَردفه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ليبلّغ عنه براءة ، بعدما جاءهُ جبرئيل وأمره عن الله بعزل أبي بكر من تلك المهمة ، وقال له : « لن يؤدي عنك إلاّ أنتَ أو رجلٌ منك ».
فصعب على البخاري أن يعزل أبو بكر بوحي من الله تعالى ، ويُقدّم عليّ ابن أبي طالب عليه ، وهذا ما لا يرتضيه البخاري أبداً ، فعمد إلى الرواية فدَلّسها كغيرها من الرّوايات.
وكيف لا يتنبّه الباحث لهذا الدّس والتزوير ، وخيانة الأمانة العلمية ، خصوصاً وهو يقرأ أنّ أبا هريرة يقول : بعثني أبو بكر في تلك الحجّة في مؤذّنين بعثهم يوم النحر! فهل كان أبو بكر هو الذي يُسيّرُ الأُمورَ حتى في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ وكيف أصبح المبعوث هو البَاعث الذي يختارُ مؤذّنينَ من بين الصحابة يا تُرى؟
وتمعّن في أُسلوب البخاري كيف قلَّب كلّ شيء ، فأصبح علي بن أبي طالب ـ المبعوث من قبل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لأداء تلك المهمّة التي لا يصلح لها سِواهُ ـ شريكَ النّداء مع أبي هريرة وبقية المؤذّنين ، دون التعرّض لعزل أبي بكر ولا رجوعه يبكي ـ كما في بعض الروايات ـ ولا التعرّض إلى قول النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « جاءني جبرئيل فقال : لن يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجلٌ منك »؟!
لأنّ ذلك الحديث هو بمثابة وسام الشّرف الذي قلّده رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لابن عمِّه ووصيّه على أُمّته علي بن أبي طالب ، ثمّ هو صريح بأنّ ذلك