فسمّوه الصّادق الأمين ، ودامت المحاضرة ساعة تقريباً ، أوضحت خلالها بأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يكنْ محارباً ولا غاصباً لحقوق الإنسان في تقرير مصيره ، وفرض دينه بالقوّة والقهر كما يدّعي بعض المستشرقين.
وخلال المناقشة التي شارك فيها نخبةٌ من الأساتذة والدكاترة المختصّين بالإسلام وتاريخ المسلمين وجلّهم مستشرقون ، وانتصرتُ نوعاً ما على المناوئين الذين أثاروا بعض الشُبهات ، ولكنّ أحدَهُم وهو عربي مسيحي طاعنٌ في السنّ ( أعتقد أنّه لبناني ) اعترض علىَّ بأُسلوب فيه خبث ودهاء ، فكاد يقلب انتصاري إلى هزيمة نكراء.
قال هذا الدكتور بلسان عربي فصيح : بأنّ ما ذكرته في المحاضرة فيه كثير من المبالغة ، وبالخصوص فيما يتعلّق بعصمة النبي ، إذ أنّ المسلمين أنفسهم لا يوافقُونك على ذلك ، وحتّى محمّد نفسه لا يوافق على ذلك ، فقد قال عديد المرّات ، بأنّه بَشَرٌ يجوز عليه الخطأ ، وقد سجّل له المسلمون أخطاءً عديدة نحن في غِنىً عن التعريف بها ، وكُتب المسلمين الصحيحة والمعتمدة عندهم تشْهَدُ على ذلك.
ثمّ قال : وأما بخصوص الحروب فما على حضرة المحاضر إلاّ مراجعة التاريخ ، ويكفي أن يقرأ فقط كتب الغزوات التي قام بها محمّد في حياته ، ثم واصلها الخلفاء الراشدون بعد وفاته حتى وصلوا إلى ( poitier ) مدينة بواتييه بغرب فرنسا ، وفي كلّها كانوا يفرضون دينهم الجديد على الشعوب بالقهر وقوّة السّيف.
وقابل الحاضرون كلامه بالتصفيق مؤيدين مقالتَهُ ، وحاولتُ بدوري