إقناعهم بأنّ ما ذكرَهُ الدكتور المسيحي غير صحيح ، وإن أخرجه المسلمون في كُتُبهم ، وارتفعت ضجة من الضّحك في القاعة استهزاء وسخرية منّي.
وتدخّل الدكتور المسيحي من جديد ليقول لي بأنّ ما ذكره ليس من الكتب المطعون فيها ، وإنّما هو في صحيح البخاري ومسلم.
وقلت : بأنّ هذه الكتب صحيحة عند أهل السنّة ، أمّا عند الشيعة فلا يقيمون لها وزناً ، وأنا مع هؤلاء.
فقال : نحن لا يهمّنا رأي الشيعة الذين يكفّرهم أغلب المسلمين ، والمسلمون السنّة وهم أكثر من الشيعة عشر مرّات لا يقيمون لآراء الشيعة وزناً ، ثمّ أضاف قائلا : إذا تفاهمتم أنتم المسلمون مع بعضكم البعض ، وأقنعتم أنفسكم بعصمة نبيّكم ، عند ذلك يمكن أن تُقنعونا نحن ( قال ذلك ضاحكاً متهكماً ).
ثمّ التفت إلىَّ من جديد قائلا : وأمّا بخصوص الأخلاق الحميدة ، فأنا أسألك أن تقنع الحاضرين كيف تزوّج محمّد الذي بلغ من العمر أربعاً وخمسين بعائشة وعمرها ستّ سنين؟
وارتفعت من جديد ضجة الضّحك وأشرأبّت الأعناقُ تنتظر ردّي ، وحاولتُ جهدي إقناعهم بأنّ الزواج عند العرب يتمّ على مرحلتين ، المرحلة الأولى وهو العقد وكتب النّكاح ، والمرحلة الثانية وهو البناء والدخول ، وقد تزوّج النّبي عائشة وعمرها ستّ سنوات ، ولكن لم يدخل بها إلاّ بعد أن بلغت تسع سنوات.
واستطردت بأنّ هذا ما يقوله البخاري إن كان مُناقشي يحتجّ علىَّ بما فيه.