وأنا شخصياً أشكّ في صحة الرواية; لأنّ النّاس في ذلك الزمان لم يكن لهم حالة مدنية ، ولا تسجيل تاريخ الميلاد ولا تاريخ الوفاة ، وعلى فرض صحة الرواية فإنّ عائشة بلغتْ سنّ الرشد في التاسعة من عمرها ، فكم رأينا اليوم على شاشة التلفزيون بعض الفتيات الروسيات والرومانيات لاعبات « الجمباز » اللاّتي عندما تراهنّ وترى كمال أجسامهن تستغرب عندما يُعلنُون عن عمرها ، وأنّها لم تتجاوز إحدى عشر عاماً ، فلا شكّ بأنّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يدخل بها إلاّ بعدما رشدت وأصبحت تحيض ، والإسلام لا يقول بالرشد لمن بلغ ثمانية عشر عاماً كما هو معروف عندكم في فرنسا ، بل الإسلام يعتبر الرشد بالحيض للنّساء وبخروج المني للرّجال ، وكلّنا يعلم حتّى اليوم بأنّ من الذكور من يمنون في سنّ العاشرة ، ومن الإناث من يحضن في سنّ مبكرة قد لا تتجاوز العاشرة.
وهنا قامت سيدةٌ وتدّخلت لتقول : نعم وعلى فرض أنّ ما أوردتَه قد يكون صحيحاً وهو صحيح علميّاً ، ولكنْ كيف نقبل بزواج شيخ كبير أوشكّ عمره على نهايته بفتاة صغيرة ما زالت في العقد الأول من عمرها؟
قلتُ : إنّ محمّداً نبىّ الله ولا يفعل شيئاً إلاّ بوحي منه ، ولا شكّ أنّ لله في كلّ شيء حكمة ، وإن كنتُ شخصيّاً أجهل الحكمة في ذلك.
قال الدكتور المسيحي : لكنّ المسلمين اتّخذوا ذلك سنّة ، فكم من فتاة صغيرة زوّجها أبوها غصْباً عنها برجل يوازيه في السنّ ، ومع الأسف فإن هذه الظاهرة بقيت حتّى اليوم موجودة.
انتهزتُ هذه الفرصة لأقول : ولذلك أنا تركتُ المذهب السنّي واتّبعتُ