المذهب الشيعي ، لأنّه يعطي حقّ المرأة في أن تزوّج نفسها بمن شاءتْ هي لا بما يفرضه عليها الولي.
قال : دعنا من السنّة والشيعة ولنعد إلى زواج محمّد بعائشة ، والتفت إلى الحاضرين ليقول بكلّ سخرية : إن محمّداً النبىّ والبالغ من العمر أكثر من الخمسين يتزوج بُنيّةً صغيرة لا تفهم من الزواج قليلا ولا كثيراً ، والبخاري يحدّثنا بأنّها كانت في بيت زوجها تلعبُ بالدُّمَى ، وهذا يؤكّد على براءة الطفولة ، فهل هذه هي الأخلاق العالية التي يمتاز بها النّبي؟
وحاولت من جديد إقناع الحاضرين بأنّ البخاري ليس حجّة على النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكن بدون جدوى ، فقد لعب هذا المسيحي اللّبناني بأفكارهم كما أرَادَ ، وما كان لي إلاّ أنْ أوقفْتُ النّقاشَ متذرّعاً بأنّنا لا نتكلّم نفس اللّغة; لأنّهم يحتجّون علىّ بالبخاري في حين أنّني لا أؤمن بكلّ ما ورد فيه.
وخرجتُ ناقماً على المسلمين الذين أعطوا لهؤلاء ولأعداء الإسلام وأعداء محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم السّلاح النافذ الذي يحاربوننا به وعلى رأس هؤلاء البخاري ، ورجعت للبيت يومها مهموماً ، وأخذت أتصفّح صحيح البخاري وما ذكره في فضائل عائشة وأحوالها ، فإذا بي أقولُ : الحمد لله الذي فتح بصيرتي ، وإلاّ لبقيتُ متحيّراً في شخصية الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وربّما داخلني الشكّ فيه والعياذ بالله.
ولابدّ من إظهار بعض الروايات التي أُثيرتْ خلال المناقشة ، حتى يتبين للقارئ بأنّ هؤلاء المنتقدين لم يفتروا علينا ، وإنّما وجدوا بغيتهم في صحاحنا فاستعانوا بها علينا.