قال : في القرآن ليس هناك أعزب أو مُحصن; لأنّ الله لم يخصّص بل أطلق لفظ الزانية والزاني بدون تخصيص.
قلت : إذاً على هذا الأساس فكلّ حكم مطلق في القرآن خصّصه الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فهو مخالفٌ للقرآن؟ فأنتَ تقول بأن الرّسول خالف القرآن في أكثر أحكامه؟
أجاب متحرّجاً : القرآن وحده معصوم; لأنّ الله تكفّل بحفظه ، أمّا الرّسول فهو بشر يخطىء ويصيب ، كما قال القرآن في حقّه : ( قُلْ إنَّمَا أنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ) (١).
قلتُ : فلماذا تُصلّي الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء ، وقد أطلق القرآن لفظ الصّلاة بدون تخصيص لأوقاتها؟
أجاب : القرآن فيه : ( إنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً ) (٢) والرّسول هو الذي بيّن أوقات الصلاة.
قلت : فلماذا تُصدّقْه في أوقات الصّلاة ، وتردّ عليه في حكم رجم الزاني؟
وحاول جهده أن يُقنعني بفلسفات عقيمة متناقضة لا تقوم على دليل عقلي ولا منطقي كقوله : بأنّ الصّلاة لا يمكن الشكّ فيها; لأنّ رسول الله فعلها طيلة حياته ، وفي كلّ يوم خمس مرّات ، أمّا الرّجم فلا يمكن الاطمئنان إليه; لأنّه لم يفعله في حياته غير مرّة أو مرّتين.
وكقوله بأنّ الرّسول لا يُخطئ عندما يأمره الله بأمره ، أمّا عندما يحكمُ
____________
(١) الكهف : ١١٠.
(٢) النساء : ١٠٣.