____________
أشرافها وقرّائها ، وانتهب أموالا كثيرة منها ، ووقع شرّ عظيم وفساد عريض ... ووقعوا على النساء ، حتى قيل : إنّه حبلت ألف امرأة في تلك الأيام من غير زوج ».
وقال ابن حجر العسقلاني في الإصابة ٦ : ٢٣٢ رقم ٨٤٣٤ : « مسلم بن عقبة بن أسعد .. المري أبو عقبة ، الأمير من قبل يزيد بن معاوية على الجيش الذين غزوا المدينة يوم الحرة ، ذكره ابن عساكر وقال : أدرك النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وشهد صفين مع معاوية .. وقد أفحش مسلم القول والفعل بأهل المدينة ، وأسرف في قتل الكبير والصغير حتى سمّوه مسرفاً ، وأباح المدينة ثلاثة أيام لذلك العسكر ، ينهبون ويقتلون ويفجرون ، ثمّ رفع القتل وبايع من بقي على أنهم عبيد ليزيد بن معاوية ، وتوجّه بالعسكر إلى مكة ليحارب ابن الزبير لتخلّفه ».
وقال النووي في شرحه لحديث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( ولا يريد أحدٌ أهل المدينة بسوء إلاّ أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء ) ، « قال : لمن أرادها في الدنيا فلا يمهله الله ولا يمكن له سلطان ، بل يذهبه عن قرب ، كما انقضى شأن من حاربها أيام بني أُمية مثل مسلم بن عقبة ، فإنّه هلك في منصرفه عنها ، ثمّ هلك يزيد بن معاوية مرسلة على ذلك » شرح مسلم ، النووي ٩ : ١٣٨.
وراجع ذلك أيضاً في المصادر التالية : سير أعلام النبلاء للذهبي ٣ : ٣٢٢ ، المستدرك للحاكم النيسابوري ٣ : ٥٥٠ ، الثقات لابن حبان ٢ : ٣١٢ ، أُسد الغابة لابن الأثير ٤ : ٣٩٧ ، فتح الباري لابن حجر ٨ : ٢٤٥ و ٤٩٩ و ١٣ : ٦٠ ، الديباج على مسلم للسيوطي ٣ : ٤٠٧ ، فيض القدير في شرح الجامع الصغير ١ : ٥٧ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ : ٣٩ ، تاريخ خليفة بن الخياط ١٤٧ ، تهذيب التهذيب لابن حجر ١١ : ٣١٦.
وغيرها من المصادر الكثيرة المتعرضة لهذه الواقعة المفجعة التي قتل خلق كثير فيها من الصحابة والتابعين ، واستبيحت فيها نساؤهم وبناتهم وولدن الكثير من السفاح ، حتى أنّ من صار منهم يسمّون أولاد الحرّة لعدم معرفة آبائهم ، وأنّ