مبالغين إذا قلنا بأنّه هو الحاكم الفعلي حتّى في خلافة أبي بكر نفسه ، فقد حكى بعض المؤرّخين بأنّ المؤلّفة قلوبهم لما جاؤوا لأبي بكر لأخذ سهمهم الذي فرضه الله لهم جرياً على عادتهم مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكتب لهم أبو بكر بذلك ، فذهبوا إلى عمر ليتسلّموا منه فمزّق الكتاب وقال : لا حاجة لنا بكم فقد أعزّ الله الإسلام وأغنى عنكم ، فإن أسلمتم وإلاّ فالسيف بيننا وبينكم ، فرجعوا إلى أبي بكر ، فقالوا له : أنت الخليفة أم هو؟ فقال : بل هو إن شاء الله تعالى ، وأمضى ما فعله عمر (١).
ومرّة أُخرى كتب أبو بكر لصحابيين قطعة من الأرض وأرسلها لعمر ليمضي فيه ، فتفل فيه عمر ومحاه ، فشتماه ورجعا لأبي بكر يتذمّران فقالا : ما ندري أأنت الخليفة أم عُمر؟! فقال : بل هو ، وجاء عمر مغضباً إلى أبي بكر وقال له : ليس من حقّك إعطاء الأرض إلى هذين ، فقال أبو بكر : لقد قلتُ لك بأنّك أقوى منّي على هذا الأمر ولكنّك غلبتني (٢).
____________
(١) بدايع الصنائع لأبي بكر الكاشاني ٢ : ٤٥ ، النصّ والاجتهاد لشرف الدين : ٤٣.
(٢) الإصابة ٤ : ٦٤٠ ، ترجمة عيينة بن حصن.
وجاء في السيرة الحلبية ٣ : ٥١٢ : « وفي كلام سبط ابن الجوزي أنّه [ أي أبو بكر ] كتب لها بفدك ، ودخل عليه عمر فقال : ما هذا؟ فقال : كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها ، فقال : مما تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى ، ثمّ أخذ عمر الكتاب فشقه ».
وفي المصنّف لأبن أبي شيبة ٧ : ٦٤١ « اقطع أبو بكر طلحة أرضاً وكتب له بها كتاباً وأشهد به شهوداً منهم عمر ، فأتى طلحة عمر بالكتاب فقال : اختم على هذا ،