فإن كان للشرف دليلا فأنت دليله ، وأنت مبتدأه ومنتهاه ، لقد حسدوك على ما أتاك الله من فضله ، ولقد أبعدوك لمّا خصّك الله من قُربه ، فسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.
لقد شطّ بنا القلم إلى مناجاة أمير المؤمنين المظلوم حيّاً وميّتاً ، وله في أخيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أُسوة حسنة ، فهو أيضاً مظلوم حيّاً وميّتاً; لأنّه قضى حياته صلىاللهعليهوآلهوسلم مجاهداً ناصحاً حريصاً على المؤمنين بهم رَؤوف رحيم.
وقابلوه في آخر لحظة بالكلام القبيح ، ورموه بالهجر ، وجابهوه بالعصيان والتمرّد في تأميره أُسامة ، وهرعوا للسقيفة من أجل الخلافة ، وتركوه جثة هامدة ، ولم يشتغلوا حتى بتجهيزه وغسله وتكفينه بأبي هو وأُمّي ، وبعد وفاته عملوا على انتقاصه في أعين الناس ، والحط من قيمته ، وتجريده من العصمة التي يشهد بها القرآن والوجدان ، كلّ ذلك من أجل حكم زائل ودنيا فانية.
وإذا عرفنا من خلال البحث ، موقف بعض الصحابة تجاه شخصية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من أجل الوصول للخلافة.
فإنّ حكام بني أُميّة ـ على رأسهم معاوية بن أبي سفيان ـ جاءتهم الخلافة بالوراثة واطمأنّوا لها ، ولم يكن يدور في خلدِ أحد منهم بأنّها في يوم من الأيام سوف تخرج منهم ، فلماذا استمرّ بنوا أُميّة في انتقاص شخصية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وتزوير الرّوايات للحطّ من قيمته؟
وأعتقد بأنّ هناك سببين رئيسيين ، وهما :
السبب الأوّل : إنّ في الحطّ من قيمة رسول الله هو إرغام أُنوف بني هاشم