الذين نالوا عزّاً وشرفاً بين كلّ القبائل العربية لوجود النبي منهم ، وخصوصاً إذا عرفنا أنّ أُمية كان ينافس أخاه هاشماً ويحسده ، ويعمل كلّ ما في وسعه للقضاء عليه.
زد على ذلك بأنّ عليّاً هو سيّد بني هاشم بعد الرسول من غير منازع ، وقد عرف الخاص والعام بغض معاوية لعلي ، والحروب التي شنّها ضدّه لانتزاع الخلافة منه ، وبعد مقتله أولغ في سبّه ولعنه على المنابر ، فالحطّ من شخصية الرسول بالنسبة لمعاوية هو تحطيم شخصية علي ، كما أن سبّ ولعن علي هو في الحقيقة موجّهٌ لرسول الله.
السبب الثاني : إنّ في الحطّ من قيمة رسول الله فيه تبرير لما يقوم به حكّام بني أُمية من أعمال مخزيّة ، وقبائح شنيعة سجّلها لهم التاريخ ، فإذا كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ كما يصوّره بني أُمية ـ يميل مع هواه ويحبّ النّساء إلى درجة أنّه ينسى واجباته ، ويميل إلى إحداهن إلى درجة أنّه لا يعدل بينهن حتى يبعثن له يطالبنه بالعدل (١) ، فلا لوم بعد ذلك على البشر العاديين أمثال معاوية ويزيد وأضرابهم.
وتكمن الخطورة في السبب الثاني في أنّ الأمويين اختلقوا روايات وأحاديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أصبحت أحكاماً يُعمل بها في الإسلام ، والمسلمون يأخذونها مُسلّمة على أنّها من أقوال وأفعال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فتصبح عندهم سنّة نبويّة.
وأضرب لذلك بعض الأمثلة من الأحاديث المخزية التي وُضعت للنيل
____________
(١) صحيح مسلم ٤ : ١٥٠٧ كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل عائشة.