على رسول الله وهو مضطجع مع عائشة ولابس مرطها على الحالة التي دخلت عليه فاطمة ، فتنشد الرسول العدل في بنت أبي قحافة على لسان أزواج النبىّ ، ثمّ تقع في عائشة وتسبّها ، فتنتصر عائشة لنفسها وتقع هي الأُخرى في زينب حتّى تسكتها ، فيبتسم عند ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويقول : « إنها ابنة أبي بكر »!!
فما عساني أن أقول في هذه الرواية المنكرة التي تجعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يميل مع هواه ولا يعدل بين زوجاته ، وهو الذي جاء القرآن على لسانه : ( فَإنْ خِفْتُمْ ألا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أوْ مَا مَلَكَتْ أيْمَانُكُمْ ) (١)؟!
ثمّ كيف يأذن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لابنته فاطمة سيّدة النساء لتدخل عليه وهو على تلك الحالة مضطجع مع زوجته ولابس مرطها ، فلا يجلس ولا يقوم ويبقى مضطجعاً حتى يقول ، « أي بنيّة ، ألست تحبّين ما أحبّ »؟ وكذلك عندما تدخل عليه زوجته زينب وتطالبه بالعدل ، يبتسم ويقول : « إنّها ابنة أبي بكر »؟!!
أُنظر أيّها القارئ الكريم إلى هذه المخازي التي يُلصقونها برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رمز العدالة والمساواة ، في حين أنّهم يقولون : مات العدل مع عمر ابن الخطّاب ، ويصوّرون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شخصاً مستهتراً بالقيم الأخلاقية ، فلا يعرف الحياءُ ولا المروءة.
ولهذه الرواية نظائر كثيرة في صحاح السنّة ، والتي يقصد الرّواة من ورائها إبراز فضيلة لصحابي أو لعائشة بالذات لأنّها ابنةُ أبي بكر ، فينتقصون رسول
____________
(١) النساء : ٣.