بأنّه رجل يتهالك على الجنس والجماع وحبّ النساء إلى غير ذلك من التّهم.
وهل لنا أن نسأل أنس بن مالك راوي هذه القصّة ، مَن أخبره بها؟ من أعلمه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يُجامع نساءه في ساعة واحدة وهنّ إحدى عشرة؟
هل النبي هو الذي حدّثه بذلك؟ فهل يليق بأحدنا أن يحدّث الناس على مجامعته لزوجته؟ أمْ أنّ زوجات النبي هنّ اللاتي حدّثنه بذلك؟ فهل يليق بالمرأة المسلمة أن تحكي للرجال عن جماع زوجها لها؟ أم أنّ أنس هو الذي تجسّس على النبي ، وتتبّع خلواته مع زوجاته ، وتفرّج عليه من ثقوب الأبواب؟ أستغفر الله من همزات الشياطين ولعن الله الكذّابين.
ولا أشكّ في أنّ الحكّام الأمويّين والعباسيين الذين اشتهروا بكثرة النساء والجواري ، هم الذين وضعوا مثل هذه القصّة لتبرير أعمالهم.
٢ ـ أخرج البخاري في صحيحه من الجزء الثالث صفحة ١٣٢ ، وكذلك مسلم في صحيحه من الجزء السابع في صفحة ١٣٦ ، قالا : قالت عائشة : أرسل أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى رسول الله ، فاستأذنت عليه وهو مُضطجع معي في مِرطي ، فأذنَ لها ، فقالت : « يا رسول الله إنّ أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدْلَ في ابنةِ أبي قُحافة » ، وأنا ساكتة ، قالت : فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أي بُنيّة ألست تُحبّين ما أحبُّ »؟ فقالت : « بلى » ، قال : « فأحبّي هذه ».
ثمّ تمضي الرواية فتقول إلى أن يبعث أزواج النبي مرّة ثانية بزينب بنت جحش زوج النبي ينشدنّهُ العدل في بنت أبي قحافة ، فتدخل هي الأُخرى