بنت أبي بكر نفس الكلام (١).
__________________
ما لم يعرفوا وحفظ ما لم يحفظوا ، أمسكوا عنه ».
أقول : إن صحّ كلام ابن قتيبة تراجع الصحابة عن الطعن فيه فإنّما يصحّ في حقّ عمر وعثمان فقط حيث كانوا بمعزل عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وكثيراً ما ألهى عمر الصفق بالأسواق عن سماع الحديث ، وأمّا في حق عليّ عليهالسلام وعائشة فلا يقبل قوله ، كيف وقد كان الإمام عليهالسلام ملازماً للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم طيلة حياته وورث علمه وحكمته وكان هو القائم والمرشّح بعده وهو أحد الثقلين ، وكذلك عائشة فقد رويتم عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ حسب زعمكم ـ « خذوا شطر دينكم عن عائشة » فإن كان هناك إمساك عن الطعن في أبي هريرة فإنّما كان من عمر وعثمان دون عليّ عليهالسلام وعائشة.
١ ـ تأويل مختلف الحديث : ٢٧ حيث قال في حقّ أبي هريرة نقلا عن النظام : ( أكذبه عمر وعثمان وعليّ وعائشة ) ، وكانت عائشة تنكر عليه كثرة الحديث ، وقد دعته ذات يوم فقالت له : ( يا أبا هريرة ما هذه الأحاديث التي تبلغنا أنّك تحدّث بها عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم هل سمعت إلاّ ما سمعنا؟ وهل رأيت إلاّ ما رأينا؟
قال : يا أُماه إنّه كان يشغلك عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم المرآة والمكحلة والتصنّع لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ... ) مستدرك الحاكم ٣ : ٥٠٩ وصححه ووافقه الذهبي.
وكذلك كذّب أبو هريرة عبد اللّه بن عمر ، فهذا طاووس يقول : ( كنت جالساً عند ابن عمر فأتاه رجل فقال : إنّ أبا هريرة يقول : إنّ الوتر ليس بحتم ، فخذوا منه أو دعوا؟ فقال ابن عمر : كذب أبو هريرة .. ) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر : ٤٦٤.
وذكر الذهبي في ترجمة أبي هريرة في السيرة ٢ : ٦٠٨ « عن مغيرة عن إبراهيم قال : كان أصحابنا يدعون من حديث أبي هريرة ... وعن الثوري .. عن إبراهيم قال : ما كانوا يأخذون من حديث أبي هريرة إلاّ ما كان حديث جنّة أو نار .. ) ، أي لأجل التساهل في أحاديث الترغيب والترهيب يأخذون بروايات أبي هريرة فيها ، وأمّا ما كان محلا لحلال ومحرماً لحرام أو غير ذلك ممّا يرتبط بصلب