وهذا المحدِّث الكبير الإمام النسائي ، وهو صاحب أحد الصحاح الستّ عند « أهل السنّة » ، عندما كتب كتاب الفضائل في أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، سألوه عن فضائل معاوية ، فقال : لا أعرف له فضيلة إلاّ « لا أشبع الله بطنه » ، فضربوه على مذاكيره حتى غُشي عليه ونقل ومات من ذلك.
كما يحدّثنا ابن كثير في تاريخه عن حوادث سنة ٣٦٣ هـ التي وقعت في بغداد بين الشيعة و « أهل السنّة والجماعة » بمناسبة يوم عاشوراء ، قال :
إنّ جماعة من « أهل السنّة » أركبوا امرأة سمّوها عائشة ، وتسمّى بعضهم بطلحة ، وبعضهم بالزبير ، وقالوا : نقاتل أصحاب علي عليهالسلام ، فقتل بسب ذلك خلق كثير (١).
وهذا بالضبط ما يقع اليوم في الهند فإنّ « أهل السنّة والجماعة » يهجمون على الشيعة في يوم عاشوراء ليمنعوهم من موكب التعزية ، فيُقتل بسبب ذلك خلق كثير من المسلمين الأبرياء.
وبعد هذا العرض يتبيّن لنا بوضوح بأنّ النواصب الذين عادوا عليّاً عليهالسلام وحاربوا أهل البيت عليهمالسلام ، هم الذين سمّوا أنفسهم بـ « أهل السنّة والجماعة » ، وقد عرفنا ماذا يقصدون بالسنّة ، وماذا يقصدون بالجماعة.
ومن البديهي أنّ من كان عدوّاً لعترة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهو عدوّ لجدّهم رسول الله ، ومن كان عدوّاً لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فهو عدو الله.
ومن البديهي أيضاً أنّ عدو الله ورسوله وأهل بيته ليس هو من عباد
__________________
١ ـ البداية والنهاية لابن كثير ١١ : ٣١٢.