ويقصدون بوضع هذه الروايات بأنّ الزبير تذكّر حديث النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم « ويح عمّار تقتله الفئة الباغية » فخاف وارتعش وارتعدت فرائصه خوفاً من أن يكون من الفئة الباغية!
ويريد هؤلاء أن يحتقروا عقولنا ويهزؤوا منّا ، لكن عقولنا كاملة وسليمة بحمد الله ولا نرضى منهم بذلك ، فكيف يخاف الزبير ويرتعد من حديث « عمّار تقتله الفئة الباغية » ولا يخاف ولا يرتعد من أحاديث كثيرة قالها النبيّ في علي بن أبي طالب؟ أكان عمّار عند الزبير أفضل وأشرف من علي؟!
ألم يسمع الزبير قول النبيّ : « يا علي لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق » (١)؟ ألم يسمع قوله : « علي مع الحقّ والحقّ مع علي يدور معه حيث دار » (٢) ، وقوله : « من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من
__________________
١ ـ مسند أحمد ١ : ٩٥ وصّرح الشيخ أحمد شاكر بصحته ، سنن الترمذي ٥ : ٣٠٦ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١٣٧ ح٨٤٨٧ ، صحيح مسلم ١ : ٦١.
٢ ـ المناقب لابن شهرآشوب ٢ : ٢٦٠ ، تاريخ بغداد ١٤ : ٣٢٢ بلفظ « علي مع الحقّ والحقّ مع عليّ ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض يوم القيامة » ، ومثله في تاريخ دمشق ٤٢ : ٤٤٩ ، وفي مجمع الزوائد ٧ : ٢٣٥ عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ( علي مع الحقّ أو الحقّ مع علي حيث كان ) ، وتعقّبه الهيثمي بقوله : رواه البزار وفيه سعيد بن شعيب ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح.
أقول : وقع تصحيف في اسم الرواي فهو سعيد بن شعيب الحضرمي وهو ثقة لمن يرجع إلى ترجمته.
وفي مجمع الزوائد ٧ : ٢٣٥ عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال عندما مرّ به علي عليهالسلام : ( الحقّ مع ذا ، الحقّ مع ذا ) ، رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.