وفي المقابل نراهم جميعاً فعلوا بأهل البيت الأفاعيل لا لشيء إلاّ لأنّهم أصحاب الخلافة الشرعية ، وهم وحدهم الذين يهددون كيانهم ودولتهم.
وهذا بديهي عند العقلاء الذين عرفوا الحقّ ، وأنت ترى إلى يومنا هذا أنّ بعض الدول الإسلاميّة يحكمها ملوك ليس لهم من الفضل أو الفضيلة شيء ، سوى أنّهم أولاد ملوك وسلاطين وأُمراء ، كما كان يزيد أميراً لأنّ والده معاوية كان ملكاً وملك الأُمّة بالقوّة والقهر.
فلا يعقل أن يحبّ ملوك السعودية وأُمراؤها أهل البيت ومن تشيّع لهم.
كما لا يعقل أن يبغض ملوك السعودية وأُمراؤهم معاوية ويزيد ، وما سنّ لهم دستور ولاية العهد غيرهما ، وبدستور معاوية ويزيد وكلّ أُمراء بني أُميّة وبني العباس يستمدّ الملوك المعاصرون شرعيّتهم وبقاءهم.
ومن هنا أيضاً جاء تقديس الخلفاء الثلاثة ، وتفضيلهم والقول بعدالتهم والدفاع عنهم ، وعدم السماح بنقدهم أو التكلّم فيهم ؛ لأنّهم أساس كلّ الحكومات التي وجدت وستوجد من يوم السقيفة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ويفهم على هذا الأساس أيضاً لماذا اختاروا لأنفسهم اسم « أهل السنّة والجماعة » ، ولغيرهم اسم الروافض أو الزنادقة ؛ لأنّ عليّاً وأهل بيته عليهمالسلام وشيعته رفضوا خلافتهم ولم يبايعوهم ، واحتجوا عليهم في كلّ مناسبة ، فعمل الحكّام على انتقاصهم ، وتصغير شأنهم وتحقيرهم ، وسبهم ولعنهم ، وقتلهم وتشريدهم.
وإذا لقي أهل البيت ـ الذين تعلّق أجر الرسالة في القرآن بمودّتهم ـ هذه