قلتُ : إنّ الدكتور الموسوي استنتج من قول الإمام الصادق : « أولدني أبو بكر مرّتين » بأنّه يفتخر بجدّه ، مع أنّه ليس في هذه العبارة ما يوحي بالمدح والثناء على أبي بكر ، ومع أنّ الصادق ليس هو حفيد مباشر لأبي بكر ، وإنّما لأنّ أمّه جدّها أبو بكر ، ومع العلم بأنّ الصادق ولد بعد وفاة أبي بكر بسبعين عاماً فلم يره أبداً.
قالوا : لم نفهم قصْدك من كلّ هذا؟!
قُلتُ : ما رأيكم في من يفتخر بجدّه المباشر والدُ أبيه ، ويقول بأنّه أعلم أهل زمانه ولم يعرف التاريخ مثله ، ثمّ يقول بأنّه درس وتأدّب على يديه ، فهل يُعقلُ أنْ يطعنَ فيه بعد ذلك ، وهل يقبلُ عاقلٌ أنْ يفتخر بشخص من جهة ثمّ يكفّره من جهة أخرى؟!
فقالوا جميعاً : لا يُعقلُ ولا يكون ذلك أبداً.
فقلتُ : إقرأ إذاً ما جاء فيه أوّل صفحة من هذا الكتاب الذي بين يديك ، فسترى بأنّ الدكتور الموسوي هو ذلك الرجل.
فقرأ : « ولدتُ وترعرعت في بيت الزعامة الكبرى للطائفة الشيعية ، ودرستُ وتأدّبتُ على يد أكبر زعيم وقائد ديني عرفه تاريخ التشيع منذ الغيبة الكبرى وحتى هذا اليوم ، وهو جدّنا الإمام الأكبر السيد أبو الحسن الموسوي الذي قيل فيه : « أنسى من قبله وأتعب من بعده ».
قلتُ : الحمدُ لله الذي أظهر الحجّة على لسان الموسوي نفسه ، وقد حكم على نفسه بنفسه إذ قال فيما قرأتم : هل يعقل أن يفتخر بجدّه من جهة ويطعن فيه من جهة أُخرى؟ وحكم بأنّ هذا لا يصدر إلاّ من السُّوقي الجاهل.