قلبه رحمة لهم والبراءة منهم والاجتناب عنهم كثيرة ، رواها الذين رووا عن يونس بن ظبيان الفضائل والمعارف والأحكام الدينية كابن أبي عمير ، وصفوان ، وابن محبوب ، وابن المغيرة ، وأمثالهم ، فالخبر المتضمن لخطابيّة يونس قدح في عمل أساطين المذهب ، وشيوخ الطائفة ، بل يظهر للمتتبّع أنّ الصادق عليهالسلام كان يألف ويستأنس به ، ويخصّه بإلقاء المطالب العالية ، ولم يعهد أنّه عليهالسلام فعل بخطابي قليلاً مما فعل به.
وفي الكافي بإسناده : عن عبد الله بن المغيرة ، عن محمّد بن زياد ، قال : سمعت يونس بن ظبيان يقول : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فقلت له : إنّ هشام بن الحكم يقول قولاً عظيماً ، الخبر (١).
وابن المغيرة من أصحاب الإجماع فلا يضرّ كونه راوياً ، ويظهر منه أنّه من أهل العلم والفضل والتوحيد ، ولم يكن غالياً ولا مقصّراً.
وفيه : عن عليّ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج ، عن يونس بن ظبيان وحفص بن غياث ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قالا : قلنا : جعلنا فداك ، أيكره أنْ يكتب الرجل في خاتمه غير اسمه واسم أبيه؟ فقال : في خاتمي مكتوب : الله خالق كلّ شيء ، وفي خاتم أبي محمّد بن علي وكان خير محمّدي رأيته بعيني : العزّة لله ، وفي خاتم علي بن الحسين (عليهما السّلام) : الحمد لله العلي العظيم ، وفي خاتم الحسن والحسين (عليهما السّلام) : حسبي الله ، وفي خاتم أمير المؤمنين عليهالسلام : لله الملك (٢).
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٨٢ / ٦.
(٢) الكافي ٦ : ٤٧٣ / ٢.