يشكون فرط اعتراض الشبهة (١) عليهم وزمرات المعتزلة تلبيساً وتمويهاً عاضدتهم عليه حتى آل الأمر بهم إلى أن جحدوا أمر النصوص عليهم من جهة يقطع العذر بها ، وزعموا أنّ ورود هذه الأخبار من النصوص عليهم من جهة لا يقطع بمثلها العذر ، حتى أفرط بعضهم وزعم : أنّ ليس لها من الصحابة أثر ولا عن أخبار العترة ، فلمّا رأيت ذلك كذلك ألزمت نفسي الاستقصاء في هذا الباب. إلى آخره (٢).
ومشايخه في هذا الكتاب : الصدوق ، وقد أكثر من النقل عنه ، وعن أخيه الحسين ، وأبو المفضل الشيباني ، ومحمّد بن وهبان ، وابن عياش أحمد بن محمّد الجوهري ، وأضرابهم.
ومع الغضائري كيف يكون الخبر أقرب إلى القدح؟! فإنّ يونس أمّا إمامي أو غال ، ولم يحتمل أحد في حقّه العاميّة.
والخبر الصحيح معارض بصحيح البزنطي المقدّم عليه من وجوه ، وقد عرفت ما في إطباق المشايخ (٣) ، وعرفت أنّ مقتضى الخبرين كونه خطابيّاً في عهد أبي الخطاب ، وقد قتل في أوائل الدولة العباسية ، وبعض أخبار المدح في عهد المنصور ؛ إذْ الصادق عليهالسلام لم يقدم إلى العراق إلاّ في عهده ، وقد عرفت أنّه عامل معه في الحيرة والنجف معاملته مع خواصّه.
__________________
(١) في حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية : (السنّة نسخة بدل)
(٢) كفاية الأثر : ٧.
(٣) راجع كلام صاحب منتهى المقال المتقدّم. وانظر أيضاً مناقشة النوري قدسسره لكلامه.