الخفية والاحتواء على مفاهيم مستبطنة لا تنكشف بمجرد التدبر ولا تظهر بالاكتفاء بالظاهر.
وقد عبر الإمام الصادق عليهالسلام عن هذه الحالة بقوله عليهالسلام (نزل القرآن بإيّاك أعني واسمعي يا جارة)(١) ، ومثله عن الإمام الرضا عليهالسلام(٢) ، وكذلك عن عبد اللّه بن عباس(٣).
وهذا ما يطلق عليه في النقل عن الرسول صلىاللهعليهوآله والأَئمة عليهمالسلام بالظاهر والباطن واحتواء النص عليهما ، وهو ما جاءت الروايات العديدة لبيانه ، فمن ذلك ما روي عن الرسول صلىاللهعليهوآله من حديث طويل في وصف القرآن الكريم : ( .. وله ظهر وبطن ، فظاهره حكم ، وباطنه علم ، ظاهره أنيق ، وباطنه عميق)(٤).
ويبدو أن المراد من الظهر هنا ما يفهم من ظاهر الآيات الشريفة ، ومن البطن الإشارات والرموز. وفي رواية عن الإمام علي عليهالسلام : (ما من آية
__________________
(١) الكليني / أصول الكافي ٢ : ٦٣٠ ـ ٦٣١ / ١٢ باب النوادر من كتاب فضل القرآن ، وتفسير القمي ٢ : ١٨ و١٤٧ و١٧١ و٢٥١ و٣٧٣ ، وتفسير العيّاشي ١ : ١٠٠ / ٤.
(٢) الطبرسي / الاحتجاج ٢ : ٢٢٢.
(٣) الشريف المرتضى / تنزيه الأنبياء عليهمالسلام : ١٦٧ ، والشيخ الطوسي / التبيان في تفسير القرآن ١٠ : ٢٨ ، والطبرسي / مجمع البيان ٧ : ٤٦٥ ، وجوامع الجامع له أيضاً ٢ : ٧٥٧ ، ورواه من العامة الفخر الرازي في كتابه عصمة الأنبياء : ١١٢.
وأصل إيّاك أعني واسمعي يا جارة عجز بيت شعري قاله سهل بن مالك الفزاري ، وله قصّة. اُنظر : الطريحي / مجمع البحرين ١ : ٤٢٧.
(٤) أصول الكافي ٢ : ٥٩٩ / ٢ من كتاب فضل القرآن ، وتفسير العيّاشي ١ : ٢ ـ ٣ / ١.