إلاّ ولها أربعة معانٍ : ظاهر ، وباطن ، وحدٍّ ، ومطلع. فالظاهر التلاوة ، والباطن الفهم ، والحدّ هو أحكام الحلال والحرام ، والمطلع هو مراد اللّه من العبد)(١) فالتلاوة هنا الظاهر من مدلول اللفظ ، وأما الباطن فعنى به ما في ذلك الظاهر من معان مستبطنة.
هذه الثنائية في النص الواحد تستدعي من المفسر المتصدي التفاتاً مهماً إلى ضرورة الوقوف طويلاً أمام النص ، وعدم الانجراف إلى التأسيس على الظاهر وحده بحيث يتقيد فيه وينزوي بالنص في دائرة ضيقة ، ويهمّش مفاهيم ومعارف ربما تكون هي الجانب الأكثر تعبيراً وتوصيلاً لمراد المتكلّم بالنص القرآني ، وربما تستبعد الكثير من الوجوه المحتملة في تفسيره لا سيّما إذا كان النص كما عبر عنه الإمام علي عليهالسلام : (حمّال ذو وجوه)(٢).
وهذا ما يتأكّد بالمصداق الواقعي في الرواية عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، قال : (سألت أبا جعفر عليهالسلام عن شيء من التفسير فأجابني ، ثم سألته ثانية فأجابني بجواب آخر. فقلت : جعلت فداك كنت أجبتني في هذه
__________________
(١) الفيض الكاشاني / التفسير الصافي ١ : ١٣٠ ، وأورده الزركشي في البرهان في علوم القرآن ٢ : ١٥٣ فصل في حاجة المفسّر إلى الفهم والتبحّر في العلم ولم ينسبه إلى أحد.
(٢) الشريف الرضي / المجازات النبويّة : ٢٥١ ، والشيخ المفيد / أوائل المقالات : ٤٠١ ، وابن أبي الحديد / شرح نهج البلاغة ١٨ : ٧١ ، وذكره من العامّة : الشوكاني في فتح القدير ١ : ١٢ ، وابن الأثير في النهاية في غريب الحديث ١ : ٤٢٧ حَمَلَ ، ومثله ابن منظور في لسان العرب ١١ : ١٧٥ (حَمَلَ) أيضاً.