المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم؟ فقال عليهالسلام : يا جابر إنّ للقرآن بطنا ، وللبطن بطناً ، وله ظهر ، وللظهر ظهر ، يا جابر ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ، إن الآية يكون أوّلها في شيء [وأوسطها في شيء] وآخرها في شيء ، وهو كلام متّصل منصرف على وجوه)(١).
وهذا المستبطن من المفاهيم والمعاني في النص لابدّ له من كاشف يتحدد عند الأَئمة بنحو الانحصار بهم عليهالسلام ، مصداقاً وتطبيقاً للرسوخ في العلم الذي تبين لنا أنّهم عليهمالسلام مصداقه الوحيد.
ثم أنّ الفهم للباطن من النص يتعلق بالمائز الذي اختصوا به من جهة ، ولطبيعة النص في مخاطباته التي تستحضر اختلاف الأفهام ، وهو ما أشارت إليه روايات عديدة ، عنهم عليهمالسلام ، كقول الإمام الحسين عليهالسلام : (كتاب اللّه عزّوجلّ على أربعة أشياء : على العبارة ، والإشارة ، واللطائف ، والحقائق. فالعبارة للعوام ، والإشارة للخواص ، واللطائف للأولياء ، والحقائق للأنبياء عليهمالسلام)(٢).
__________________
(١) البرقي / المحاسن ٢ : ٣٠٠ / ٥ من كتاب العلل ، وتفسير العيّاشي ١ : ١١ / ٢ ، وما بين العضادتين منه ، و ١ : ١٢ / ٨ كما في المحاسن ، ومثله عند الاسترآبادي في تأويل الآيات الظاهرة ١ : ٢٢ / ٥.
(٢) المجلسي / بحار الأنوار ٨٩ : ٢٠ / ١٨ ، ورواه الإحسائي في عوالي اللئالي ٤ : ١٠٤ / ١٥٥ عن أمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام ، ورواه المجلسي في البحار ٧٥ : ٢٧٨ / ١١٣ ، عن الإمام الصادق عليهالسلام.