به)(١).
فالحديث في مجال بيان أصل مهم يقوم عليه النظر إلى النص القرآني يتمثل في أنّ هذا القرآن ومن حيث كونه منزلاً من عند الواحد الأحد العليم المحيط فإنّه يصدق بعضه بعضا وإلاّ ثبت اللازم الآخر المقابل الذي صورته الآية الكريمة كدليل لصدوره عنه تعالى وذلك قوله تعالى : (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفا كَثِيرا)(٢) ، وهذا ما أكّده الإمام علي عليهالسلام في حديث عنه دفع خلاله شبهة تناقض الآيات الكريمة فيما بينها عند من تصور حدوث ذلك من خلال ظواهر الآيات ، وعجزه عن فهم حقيقة المراد منها ، فتصور أن بعضها يكذب بعضا!
عن أبي معمر السعداني ، قال : (إنّ رجلاً أتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال : يا أمير المونين إنّي شككت في كتاب اللّه. فقال عليهالسلام : ثكلتك أمك وكيف شككت في كتاب اللّه المنزل؟ قال : لأنّي وجدت الكتاب يكذب بعضه بعضا فكيف لا أشكّ فيه؟ فقال علي بن أبي طالب عليهالسلام : إنّ كتاب اللّه ليصدق بعضه بعضاً ، ولا يكذب بعضه بعضا ولكنك لم ترزق عقلاً تنتفع به فهات ما شككت فيه من كتاب اللّه عزّوجلّ ..)(٣) ، ثم قام الإمام عليهالسلام برفع شبهة التناقض بين ظواهر الآيات كما تصورها هذا الشاك. بتأويلها بما
__________________
(١) السيوطي / الدر المنثور ٢ : ٦.
(٢) سورة النساء : ٤ / ٨٢.
(٣) الصدوق / التوحيد : ٢٥٤ ـ ٢٦٩ / ٥ باب ٣٦ ، وتفسير العيّاشي ١ : ٢٥٧ ـ ٢٥٨ / ١٦.