يكشف الشبه ، ويود عصمة النص من التناقض والاختلاف ، ويرسخ مرجعيته في تأسيس أصول عقيدة صحيحة.
من ذلك أيضا ما ورد في الصحيح عن القاسم بن سليمان ، عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : (قال أبي عليهالسلام : ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلاّ كفر)(١) قال الشيخ الصدوق ـ بعد أن أخرج الحديث عن الإمام الباقر عليهالسلام ـ : سألت ابن الوليد عن معنى هذا الحديث فقال : هو أن تجيب الرجل في تفسير آية بتفسير آية أخرى(٢) ويبدو أن هذا الكلام أراد به أصحاب المذاهب والمقالات من تأويلهم الآيات التي لا تتوافق في ظاهرها مع أصول مذاهبهم بما يوي إلى (اختلاط بعضها ببعض ، وبطلان ترتيبها ، ودفع مقاصد بعضها ببعض)(٣).
فهذا الضرب لبعض الآيات ببعض أكثر ما يكون في الآيات التي تفصّل العقيدة وتوس أصولها ، حيث يلجأ أولئك المتمذهبون إلى أنظارهم الخاصة وآرائهم المستقلة ، فيحكمون أنّها معنى للآية المعينة ، ويحكمون على آية أخرى برأي آخر لهم ، ويجمعون بين الآيتين بذلك الرأي ، أو يجعلون رأيهم في تلك الآية دليلاً على ما اختاروه في الآية
__________________
(١) أصول الكافي ٢ : ٦٣٢ / ١٧ باب النوادر من كتاب الإيمان والكفر ، والصدوق / ثواب الأعمال وعقاب الأعمال : ٢٨٠ عقاب من ضرب القرآن بعضه ببعض ، وتفسير العيّاشي ١ : ١٨ / ٢.
(٢) الصدوق / معاني الأخبار : ١٩٠ / ١ باب معنى الحديث الذي رُوي عن الإمام الباقر عليهالسلام أنّه قال : (ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلاّ كفر).
(٣) الميزان ٣ : ٨١.