بصيغتها الخطابية واللفظية عامة ومطلقة ، سواء في أحكامها أو معالجاتها ، لذا كانت خصيصة النص المهمة في أنّه بهيكله اللفظي وبالمعنى المستبطن (المختزن) فيه تعبيريا يبقى خالدا لخلود محتواه وعموم مفاهيمه وثبات اعجازيته.
هذه القضية الخطيرة الأهمية في فتح امكانات فهم النص ، وتقليده خصائصه الذاتية كاملة ، والخروج به عن نطاق التقييد تصدى الأَئمة عليهالسلام للكشف عنها وانتزاع قواعد وأُسس التعامل مع النص في ضوئها ، وكانت عندهم من الثمرات المهمة والمورات التي ساهمت في تعريفنا فيما بعد بأهلية منهج مهم في تفسير النص القرآني وضع الأَئمّة عليهمالسلام أُسسه ، وطبقوه بأنفسهم وكان من أنواع التفسير التي ارتبطت بهم خصوصا بعد النبي صلىاللهعليهوآله حتى لا نكاد نجد لغيرهم أثرا فيها لأنّها تعتمد ثنائية النص (الظاهر والباطن) واختصاصهم بأهلية استنطاق الباطن وفهمه والكشف عنه ، هذا المنهج هو منهج التفسير بالجري أو الانطباق ، وتنكشف أمامنا ملامح هذا الضابط المهم عندهم عليهالسلام من خلال ما ورد عنهم عليهمالسلام في ذلك وهو كثير.
منه ما ورد عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام في نهج البلاغة في إحدى خطبه الشريفة ، جاء فيها : (ثم أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه ، وسراجا لا يخبو توقّده ، وبحرا لا يدرك قعره ، ومنهاجا لا يضل نهجه ، وشعاعا لا يظلم ضوو ، وفرقانا لا يخمد برهانه ، وتبياناً لا تهدم أركانه ، وشفاءً لا تُخشى أسقامه ، وعزّاً لا تُهزم أنصاره ، وحقّاً لا تُخذل أعوانه ، فهو معدن الإيمان وبحبوحته ، وينابيع العلم وبحوره ، ورياض العدل وغدرانه ، وأثافي