الإسلام وبنيانه ، وأودية الحقّ وغيطانه ، وبحرٌ لا ينزفه المستنزفون ، وعيون لا ينضبها الماتحون ، ومناهل لا يغيضها الواردون ، ومنازل لا يضلّ نهجها المسافرون ، وأعلام لا يعمى عنها السائرون ، وآكام لا يجوز عنها القاصدون ، جعله اللّه ريّاً لعطش العلماء ، وربيعاً لقلوب الفقهاء ، ومحاجَّ لطرق الصلحاء ، ودواءً ليس بعده داء ، ونوراً ليس معه ظلمة ، وحبلاً وثيقاً عروته ، ومعقلاً منيعاً ذروته ، وعزّاً لمن تولاّه ، وسلماً لمن دخله ، وهدىً لمن ائتمّ به ، وعذراً لمن انتحله ، وبرهانا لمن تكلّم به ، وشاهدا لمن خاصم به ، وفلجا لمن حاجّ به ، وحاملاً لمن حمله ، ومطية لمن أعمله ، وآية لمن توسّم ، وجنّة لمن استلام ، وعلماً لمن وعى ، وحديثاً لمن روى ، وحكماً لمن قضى)(١).
وقوله عليهالسلام في موضع آخر (وإنّ القرآن ظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، لا تفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولا تكشف الظلمات إلاّ به)(٢).
__________________
(١) نهج البلاغة بشرح الشيخ محمد عبده : ١٧٢ ـ ١٧٨ الخطبة رقم ١٩٨ ، وبشرح ابن أبي الحديد المعتزلي ١٠ : ١٩٩ الخطبة رقم (١٩١).
(٢) نهج البلاغة بشرح الشيخ محمد عبده ١ : ٥٤ الخطبة رقم ١٨ ، والليثي / عيون الحكم والمواعظ : ١٤٣ و ٣٢٣ ، والحلواني / نزهة الناظر وتنبيه الخاطر : ١١٣ / ٤٧ ، والطبرسي / مجمع البيان ١ : ٣٣ ، والطبرسي / الاحتجاج ١ : ٣٩٠ ، والإربلي / كشف الغمّة ٢ : ٤٢٣ ، والعلاّمة الحلّي / كشف اليقين : ١٨٩ ـ ١٩٠ ، وابن أبي الحديد المعتزلي / شرح نهج البلاغة ١ : ٢٨٨ الخطبة رقم (١٨).
وورد ضمن حديث طويل عند الكليني / أصول الكافي ٢ : ٥٩٨ / ٢ من كتاب فضل القرآن ، وتفسير العيّاشي ١ : ٣ / ١ ، والحسن بن سليمان الحلّي / مختصر بصائر الدرجات : ١٩٧ ، ونقله السيّد ابن طاوس في كشف المحجّة : ١٩٢ عن كتاب رسائل الأئمّة عليهمالسلام لثقة الإسلام الكليني.