وعن الإمام علي بن الحسين عليهالسلام في إشارة إلى ضرورة التصدي إلى الكشف عما في النص من معارف وإمكانات وثراء محتوى ، قوله عليهالسلام : (آيات القرآن خزائن ، فكلما فتحت خزانة ينبغي لك أن تنظر فيها)(١). لأنّ في آيات القرآن الكريم أنواعاً عديدة من جواهر المعاني ، والأسرار العجيبة ، والحقائق الساطعة ، مع أصناف كثيرة من فرائد اللطائف ، والفوائد ، والدقائق ، والإشارات الهادفة ، والرموز الناطقة ، والعبر النافعة ، والمواضع البليغة ، وغير ذلك ممّا جلّ وخطر ، ولذلك كان القرآن الكريم ـ مع قلّة لفظه وصغر حجمه ـ مشتملاً على جميع ما كان وما هو كائن وما يكون إلى يوم القيامة كما مرّ ذلك في أحاديث شتّى عن أهل البيت عليهمالسلام ؛ الأمر الذي ينبغي معه تسلّح المفسِّر بالعدّة الكافية لخوض لججه والعوم في بحره.
وفي إيحاء مهم إلى ما يكتنزه النص القرآني من كثافة التعبير ، واحتواء المعاني ، وجريان المفاهيم والدلالات الداعية إلى الاستنطاق ، يروى عن الإمام الباقر عليهالسلام قوله لحمران بن أَعْيَن وقد سأله عن ظهر القرآن وبطنه ، فقال عليهالسلام : (ظهره الذين نزل فيهم القرآن ، وبطنه الذين عملوا بمثل أعمالهم ، يجري فيهم ما نزل في أولئك)(٢).
__________________
(١) أصول الكافي ٢ : ٦٠٩ / ٢ باب في قراءة القرآن من كتاب فضل القرآن ، وابن فهد الحلّي / عدّة الداعي : ٢٦٧.
(٢) الصدوق / معاني الأخبار : ٢٥٩ / ١ باب معنى ظهر القرآن وبطنه ، وتفسير العيّاشي ١ : ١١ / ٤.