هذا المعنى عبر عنه الإمام تفصيليا في رواية أُخرى عنه. عن الفضيل ابن يسار قال : (سألت أبا جعفر عليهالسلام عن هذه الرواية : ما من القرآن آية إلاّ ولها ظهر وبطن؟ فقال عليهالسلام : ظهره تنزيله ، وبطنه تأويله ، منه ما مضى ومنه ما لم يكن ، يجري كما يجري الشمس والقمر ، كما [كلّما] جاء تأويل شيء منه يكون علي الأموات كما يكون على الأحياء ، قال اللّه : (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)(١) نحن نعلمه)(٢).
وفي رواية أُخرى عنه عليهالسلام شديدة الأهمية في دلالتها وما تومئ إليه من تحذير التجاوز على هذا الضابط ، وتتناول مفهوم فك الارتباط بين عموم لفظ الآية (النص) والبعد الزمني المقيّد بسبب النزول ، يقول عليهالسلام : (ولو أنّ الآية إذا نزلت في قوم ، ثم مات أُولئك القوم ماتت الآية ، لما بقي من القرآن شيء ، ولكن القرآن يجري أوّله على آخره ما دامت السموات والأرض ، ولكل قوم آية يتلونها هم منها من خير أو شر)(٣).
وفي رواية عن الإمام الصادق عليهالسلام نلاحظ فيها أعلى حالات الانطلاق بالنص عن قيود البعد الزماني والمكاني وفتح الآفاق أمام تعبيرية النص عن إحاطته واحتوائه لاحتمالات الارتقاء في كل زمن ، وقدرته على التجدد الدائم ، واستنهاض القابليات المستجدة للتفسير ؛ والفهم والكشف
__________________
(١) سورة آل عمران : ٣ / ٧.
(٢) بصائر الدرجات : ٢١٦ / ٧ باب ٧ ، وذكره الصفّار في بصائر الدرجات في مكان آخر : ٢٢٣ / ٢ باب (١٠) باختلاف يسير ، ومثله في تفسير العيّاشي ١ : ١١ / ٥.
(٣) تفسير العيّاشي ١ : ١٠ / ٧ ، وتفسير فرات الكوفي ٢ : ١٣٨ ـ ١٣٩ / ١٦٦ ١٢.