المتعلقة بالجوانب الأُخرى كالأخلاق والاجتماع والأحكام .. إلخ ، لنلمح من خلال ذلك أثر تفسير الأَئمة عليهمالسلام في توجيه سير منظومة الاعتقادات عند الإمامية وأثرها في منهج متكلميهم.
من ذلك مثلاً ما ورد عن الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهماالسلام ، قال في تفسير قوله تعالى : (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) : (أي : قولوا : اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك وطاعتك ، وهم الذين قال اللّه تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقا)(٢).
وحكي هذا بعينه عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال : ثمّ قال : ليس هؤلاء المنعم عليهم بالمال وصحّة البدن ، وإن كان كلّ هذا نعمةً من اللّه ظاهرة ، ألا ترون أنّ هؤلاء قد يكونون كفّاراً أو فسّاقاً ، فما ندبتم [إلى] أن تدعوا بأن ترشدوا إلى صراطهم ، وإنّما أُمرتم بالدعاء لأن ترشدوا إلى صراط الذين أنعم [اللّه] عليهم بالإيمان باللّه ، والتصديق برسوله ، وبالولاية لمحمد وآله الطيبين ..)(٣).
__________________
(١) سورة الفاتحة : ١ / ٧.
(٢) سورة النساء : ٤ / ٦٩.
(٣) تفسير الإمام الحسن العسكري عليهالسلام : ٤٧ ـ ٤٨ / ٢٢ ، والصدوق / معاني الأخبار : ٣٦ / ٩ باب معنى الصراط.