ومن ذلك أيضا ما روي عن الإمام الصادق عليهالسلام ، قال : (قرأ رجل على أمير المؤمنين عليهالسلام قوله تعالى : (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)(١) ، [على البناء للفاعل بفتح الياء في (يَعصرون)] قال : ويحك أي شيء يعصرون؟ ، يعصرون الخمر! قال الرجل : يا أمير المونين كيف اقروا؟ قال عليهالسلام : إنّما نزلت (عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) أي : يمطرون بعد سنين المجاعة ، والدليل على ذلك قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً)(٢))(٣).
وهكذا صحّح الفهم الخاطئ الذي وقع فيه الكثيرون من خلال استحضاره النص القرآني الدالّ على القراءة الصحيحة.
وهناك روايات أُخرى عنه عليهالسلام في هذا الاتجاه التفسيري للآية بالآية. ومن ذلك أيضا ما ذكره الإربلي في كشف الغمّة ، قال : (وروى أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي في تفسيره الوسيط ما يرفعه بسنده أنّ رجلاً قال : دخلت مسجد المدينة ، فإذا أنا برجل يحدث عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم والناس حوله ، فقلت له : أخبرني عن (شَاهِدٍ
__________________
(١) سورة يوسف : ١٢ / ٤٩.
(٢) سورة النبأ : ٧٨ / ١٤.
(٣) تفسير القمّي ١ : ٣٤٥ ، ونحوه في تفسير العيّاشي ٢ : ١٨٠ / ٣٥ و ٣٦ عن أبي عبد اللّه عليهالسلام ، وذكر الطبرسي في مجمع البيان ٥ : ٤٠٦ ـ ٤٠٧ أنّ هذه القراءة هي قراءة الإمام الباقر عليهالسلام ، والأعرج ، وعيسى بن عمر ، ثمّ ذكر رواية القمّي في تفسيره.