ويود السيوطي على وجوب مراعاة السياق بتأكيد مراعاة المفسر للمعنى الحقيقي والمجازي ، ومراعاة التأليف والغرض الذي سيق له الكلام من خلال ملاحظة الارتباط بين المفردات)(١).
وهكذا فإن السياق يكشف عن المعاني المرادة في الألفاظ ، ويهدف إلى فهمها (من دوال أُخرى لفظية كالكلمات التي تشكل مع اللفظ الذي نريد فهمه كلاما واحدا مترابطا ، أو حالية كالظروف والملابسات التي تحيط بالكلام وتكون ذات دلالة في الموضوع)(٢).
وتنطلق أهلية السياق هنا وخصوصيته في هذا الكشف من خلال (اعتبار القرآن جميعه وحدة واحدة متماسكة ، وأن فهم بعضه متوقف على فهم جميعه ، واعتبار السورة كلها أساسا في فهم آياتها واعتبار الموضوع فيها أساسا في فهم جميع النصوص التي ورد فيها)(٣).
وبالتالي فإغفال السياق يوي إلى الوقوع في الكثير من الأخطاء التي تفصم عرى هذه الوحدة الموضوعية للنص وتحيّده عن مقاصده ومراميه.
من أهم أمثلة ذلك ما حصل عند المجبرة مثلاً في المنهج التجزيئي
__________________
(١) الاتقان في علوم القرآن ٤ : ٢٢٧.
(٢) البلاغي محمد جواد / آلاء الرحمن في تفسير القرآن ١ : ٣٧٢.
(٣) محمد البهي / الفكر الاسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي : ٩٦ دار الفكر بيروت ط١.