باقتطاع النص وفصم السياق واللجوء إلى منهج (التطبيق) ، وليس التفسير الذي يقوم على سحب النص تعسفا وفرض رأي المذهب أو الاتجاه التفسيري كتفسير وحيد له ، إذ نراهم يستدلون بالآية الكريمة من قوله تعالى : (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ)(١). على (إنّ ذلك يدل على أنّ اللّه خالق لأفعالنا)(٢) في حين أنّ الملاحظ في السياق الذي جاءت فيه الآيات أنّها (حكاية لقول إبراهيم عليهالسلام مع قومه ، واستنكاره لعبادتهم الأصنام ، والتي هي أجسام واللّه تعالى هو المحدث لها)(٣) وهذا ما تصوره الآية السابقة على هذه الآية والمرتبطة بها لتصور أن احتجاج ابراهيم عليهالسلام على قومه في قوله تعالى على لسانه : (أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ)(٤).
هذه الضوابط الهامة والأثر الكبير للسياق نجده قد وُظِّف بتميّز في تفسير الأَئمة عليهمالسلام للنص القرآني بما شكّل ملامح منهج متميّز يكشف عن النص ، ويبعد كلّ شبهة تناقض ، أو اختلاف فيه ، ويود الوحدة الموضوعية.
وإليك نماذج من تفسير الأَئمة عليهمالسلام للنص بالسياق :
__________________
(١) سورة الصافات : ٣٧ / ٩٦.
(٢) الطوسي : التبيان ٨ : ٤٧.
(٣) الطوسي : التبيان ٨ : ٤٧.
(٤) سورة الصافات : ٣٧ / ٩٥ ـ ٩٦.