تفسير النص القرآني هي من قبيل بيان المصداق وتحقق جريان معاني الآيات ودلالاتها عليه ، وإن اختلف هذا المصداق ، من حيث درجة الظهور والخفاء.
هذا المنهج التفسيري يتحرّر من الارتباط بعامل الزمن وأثره في فهم النص الذي يتمثّل في سبب النزول كقضية يستفاد منها للوقوف من خلالها على المعنى الذي يتضمنه النص القرآني باعتبار معرفة سبب النزول (طريقا قويا في فهم معاني الكتاب العزيز ، والاستعانة بسبب النزول لدفع توهم الحصر)(١) فالحوادث والحاجات التي تمثل سببا للنزول في كثير من آيات القرآن الكريم أهميتها هنا لا تنسحب إلى أكثر من معرفة الآية وما فيها من معنى ودلالات ، وإلاّ فإنّ (ما ورد من شأن النزول وهو الأمر أو الحادثة التي تعقب نزول آية أو آيات في شخص أو واقعة ، لا يوجب قصر الحكم على الواقعة لينقضي الحكم بانقضائها ويموت بموتها ، لأنّ البيان عام والتعليل مطلق ، فإنّ المدح النازل في حق أفراد من المونين ، أو الذمّ النازل في حق آخرين معلّلاً بوجود صفات فيهم ، لا يمكن قصرهما على شخص مورد النزول مع وجود عين تلك الصفات في قوم غيرهم وهكذا)(٢).
__________________
(١) السيوطي / الاتقان ١ : ١٠٧.
(٢) الطباطبائي / الميزان ١ : ٤٢.