والقرآن الكريم نفسه يود هذه الحقيقة ، يقول تعالى : (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ)(١).
فالنص القرآني العام الذي نزل بسبب خاص معين (يشمل بنفسه أفراد السبب وغير أفراد السبب ؛ لأنّ عمومات القرآن لا يعقل أن توجه إلى شخص معين)(٢).
هذا التحديد نجده ممثلاً بوضوح في مرويات أئمة أهل البيت عليهمالسلام بمعنى (الجري) والذي ينسجم تماما مع القاعدة العامة (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب).
وقد مرّ في أقوال الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام ـ وسيأتي أيضاً ـ ما يؤكّد أسبقية أهل البيت عليهمالسلام في تأسيس هذه القاعدة المتّفق عليها بين سائر المفسّرين من الفريقين كما ذكرنا ذلك من قبل ، بل يمكن القول بأنّ التراث الإمامي في التفسير يشهد بأمثلة شتّى على وجود هذه القاعدة في تفسير أهل البيت عليهمالسلام جميعاً ، حيث درجوا على اتّباعها ، وكانت محور هذا المنهج التفسيري عندهم عليهمالسلام ، فنجدهم يطبقون معنى الآية من القرآن على ما يقبل أن تنطبق عليه من الموارد ، وإن كان خارجا عن مورد النزول ، والاعتبار يساعد على هذا (فالقرآن
__________________
(١) سورة المائدة : ٥ / ١٦.
(٢) صبحي الصالح / مباحث في علوم القرآن : ١٥٩.