القوم ماتت الآية ، لما بقي من القرآن شيء ، ولكن القرآن يجري أوّله على آخره ما دامت السموات والأرض ، ولكلِّ قوم آية يتلونها هم منها من خير أو شرّ)(١).
ومن ملامح توافر (التنزيل) على هذا (الجري) : انطباق الكلام بمعناه على المصداق كانطباق آيات الجهاد على جهاد النفس ، وانطباق آيات المنافقين على الفاسقين من المونين .. الخ)(٢).
والخلاصة في أهلية هذا المنهج ، بل ضابطيته في التفسير واستحضاره الآفاق الواسعة في فهم النص وتقرير شموليته ، تقوم على أساس (إنّ للقرآن اتساعا من حيث انطباقه على المصاديق وبيان حالها فالآية منه لا تختص بمورد نزولها ، بل تجري في كل مورد يتحد مع مورد النزول ملاكا ، كالأمثال التي لا تختص بمواردها الأُوَل ، بل تتعدّاها إلى ما يناسبها ، وهذا المعنى هو المسمى بجري القرآن)(٣). والذي وردت العشرات من الروايات عن الأَئمة عليهالسلام في تفسير القرآن وفق ضوابطه وأُسسه كبيان لبعض المصاديق التي تنطبق عليها الآيات.
من ذلك مثلاً ما أخرجه الصدوق بسنده عن عيسى بن راشد ، عن
__________________
(١) تفسير العيّاشي ١ : ١٠ / ٧ ، وتفسير فرات الكوفي ٢ : ١٣٨ ـ ١٣٩ / ١٦٦ ١٢.
(٢) الطباطبائي / الميزان ١ : ٧٢.
(٣) المصدر نفسه ٣ : ٦٧.