والنظر والبحث عن تأويلات وتفسيرات ، ربما خيف ـ وهو خوف سلبي ـ أن تشغل المسلمين بمناقشاتها ، وهو اتجاه يعوّم النص ، ويهمش الجانب الأكبر من الخطاب القرآني في ضوء روة قائمة على الحدود الضيقة لظواهره.
٤ ـ بروز اتجاه آخر مهم ، وله خطورة كبيرة ذات تأثير واضح فيما بعد ، ناتج عن اختلاف الفرق في فهمها للنص القرآني ، وبالتالي إخراج النص القرآني من مرجعيته ، ومحاولة إخضاعه لما يوافق الآراء المذهبية ، ليعود ذلك (تطبيقا) أبعد ما يكون عن (التفسير) للنص.
هذه العوامل المهمة كان لها أثر كبير في تصدي الأَئمة عليهمالسلام لمهمة تأسيس منهج وروة عقائدية تشكل المنظور القرآني الذي تتمثل فيه القدرة على سد أيّة ثغرات قد تتسبب عن مثل هذه العوامل التي عايش بعض الأَئمة عليهمالسلام ظهور تأثيرها ، وأدركوا حتمية ظهورها في الأُفق الفكري الإسلامي ، فاستوجب ذلك منهم عليهمالسلام وضع تلك الأُسس والتصدي للمهمة الصعبة.
ونجد هذا متمثلاً بوضوح في أن البحث العقلي وجد اهتماما كبيرا عند الأَئمّة عليهمالسلام وشيعتهم. ففي الوقت الذي نجد أنّ أغلب الصحابة يبتعدون عن الخوض في المسائل العقلية والبحوث العالية ، ويعتقدون أنّ القرآن الكريم أغناهم عن الخوض فيها ، أو نهى عن تجاوز الحدود المرسومة