أسهب المتكلمون من بعد في تصنيفه وجمعه ، إنّما هو تفصيل لتلك الجمل ، وشرح لتلك الأُصول)(١) التي أسسها الإمام عليهالسلام ، ووضع أُصولها ، فمنه أُخذت.
أمّا عن الإمامية والزيدية فصلتهم به عليهالسلام واضحة ظاهرة ، وأمّا المعتزلة والأشعرية فهم يرجعون إليه عليهالسلام ، وعنه تعلموا أُصولهم(٢).
واتّخذ الأمر الاتجاه نفسه مع الأَئمة الباقين عليهمالسلام من بعده ، كل بحسب قوة ظهور تأثير تلك العوامل السابقة الذكر ، وطبيعة الظروف الفكرية والسياسية ، وتمثل بروز ذلك واضحا عند الإمام الباقر عليهالسلام الذي (تشعب البحث الكلامي في عصره ، وظهرت آراء المعتزلة العقلية ، وكثر الجدل حول ذات اللّه وصفاته)(٣).
وكذلك الإمام الصادق عليهالسلام الذي ظهرت في وقته العديد من المشكلات الكلامية كمشكلة خلق الأفعال(٤) ، وكانت له وقفة كبيرة في وجه الملحدين والمشككين(٥) ، وتحدثت عنها كتب العقائد والاحتجاج عند الإمامية.
__________________
(١) الشريف المرتضى / الأمالي ١ : ١٤٨.
(٢) ابن ابي الحديد / شرح النهج ١ : ١٧ من المقدّمة.
(٣) ظ : أحمد محمود صبحي / نظرية الإمامة : ٣٦٠.
(٤) أيضا ص ٣٦٦.
(٥) ظ : محمد الخليلي / أمالي الإمام الصادق : ١٦٥ وما بعدها ، وانظر : الصدوق / التوحيد ، الطبرسي / الاحتجاج.