وفي الصحيح عن هشام بن الحكم أنّه سأل أبا عبد اللّه عليهالسلام عن أسماء اللّه جلّ جلاله واشتقاقاتها ، فقال له الإمام الصادق عليهالسلام بعد توضيح ما سأل عنه : (أفهمت يا هشام فهماً تدفع به وتناضل أعداءنا ، والمتّخذين مع اللّه عزّوجلّ غيره؟ قلت : نعم ، قال ، فقال : نفعك اللّه به وثبّتك يا هشام. قال هشام : فواللّه ما قهرني أحد في التوحيد حتّى قمت مقامي هذا)(١).
وقال الإمام موسى الكاظم عليهالسلام لمحمد بن حكيم : (كلّم الناس ، وبيّن لهم الحق الذي أنت عليه ، وبيّن لهم الضلالة التي هم عليها)(٢).
وقد وردت الكثير من الروايات عنهم عليهمالسلام في تحديد ضوابط الجدل الديني ، وتأشير ملامحه لأبعاده عن أن يكون جدلاً عقيماً لا منتجا ، ومنع دخوله في متاهات المذهبية ، وخوضه فيما يجب عدم الخوض فيه ، كالذات الإلهية أو وقوعه في مغبّة التجرد عن مرجعية النص ، أو تصدّي غير المولين للجدل.
__________________
(١) أصول الكافي ١ : ٨٧ / ٢ باب المعبود من كتاب التوحيد ، و ١ : ١١٤ / ٢ باب معاني الأسماء واشتقاقاتها من كتاب التوحيد ، والصدوق / التوحيد : ٢٢٠ ـ ٢٢١ / ١٣ باب أسماء اللّه تعالى والفرق بين معانيها وبين معاني أسماء المخلوقين ، والشيخ المفيد / تصحيح اعتقادات الإماميّة : ٧١ ، والطبعة القديمة مع كتاب أوائل المقالات للشيخ المفيد أيضاً : ٢١٨ ، والسيّد المرتضى / الفصول المختارة من كتاب العيون والمحاسن للشيخ المفيد : ٥٢ ، والطبرسي / الاحتجاج ٢ : ٧٢.
(٢) تصحيح اعتقادات الإمامية : ٧١ ، والطبعة القديمة : ٢١٨.