كما يفهمها الشيعة بعامة والإمامية منهم بخاصة ويشاركهم الرأي في تأكيد بعضها باقي الفرق الاسلامية.
في ضوء ما تقدّم يمثل الإمام علي عليهالسلام القطب الذي دارت حوله عجلة التشيّع ، وانطلقت اتجاهاته وفرقه المختلفة ، وهذا ما يتأكّد من خلال تسمية المذهب الذي اعتمد هذه الخصوصية ، فصارت موالاته عليهالسلام واتّباعه عنوانا له ، حتّى عاد اسما خاصا ، فالشيعة في اللغة : الأنصار والأتباع ، ولكنه أخذ لا يطلق إلاّ ويراد به : (كلّ من يتولّى عليّا وأهل بيته عليهمالسلام ، حتّى صار اسما لهم خاصّا)(١).
وهذا ما صارت تتعارف عليه سائر كتب الفرق والملل والنحل والعقائد عند دراستها لتاريخ الشيعة وعقائدهم(٢) ، حتّى أنّ الشهرستاني التفت إلى هذا التخصيص فوضع له تحديدا دقيقا إذ يقول : «الشيعة هم الذين شايعوا عليّا رضى الله عنه على الخصوص وقالوا بإمامته وخلافته نصّاً ووصية ..»(٣).
إنّ هذا الارتباط يكاد أن يكون ذا أهمية بالغة في تحديد البدايات
__________________
(١) ظ : الفيروزآبادي / القاموس المحيط ٣ : ٤٧ ، مختار الصحاح : ٣٤٧.
(٢) ظ مثلاً : الأشعري أبو الحسن علي بن إسماعيل ت / ٣٣٠ هـ / مقالات الإسلاميين واختلاف المصلّين ١ : ٦٥ ، والمقريزي (تقي الدين أحمد بن علي (ت / ٨٤٥ هـ) / الخطط المقريزية ٤ : ١٧٣ وما بعدها ، والشهرستاني / الملل والنحل ١ : ١٤٦.
(٣) الملل والنحل ١ : ١٤٦.