ثم قال بعد ذلك مباشرة : «معنى الشيعة : يُقال إنّ الشيعة لقب لقوم كانوا أَلِفُوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه في حياة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وعرفوا به مثل : سلمان الفارسي ، وأبي ذر الغفاري ، والمقداد ابن الأسود ، وعمّار بن ياسر ، وغيرهم. كان يقال لهم : شيعة عليّ ، وأصحاب عليّ ، وقال فيهم رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : (اشتاقت الجنّة إلى أربعة : سلمان ، وأبي ذر ، والمقداد ، وعمّار) ، ثمّ لزم هذا اللقب كلّ من قال بتفضيله بعد إلى يومنا ـ إلى أن قال : ـ ولم يرد في ذكر اللقب شيء من الأخبار(١) أعني في التشيّع كما رُوي في المرجئة والرافضة والمارقة والقدرية»(٢).
وأيّد النوبختي أبو محمد الحسن بن موسى هذا المعنى ، إذ حدّد أُصول جميع الفرق بأربعة ، فالشيعة منهم : (هم فرقة علي بن أبي طالب ، المسمّون بشيعة عليّ في زمان النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وبعده ، معروفون بانقطاعهم إليه والقول
__________________
(١) أي : أخبار الذمّ كما يُفهم ذلك بوضوح من سياق كلامه ، ويدلّ عليه أحاديث مدح الشيعة في كتب العامّة كما سنشير إليه بعد قليل.
(٢) كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية والعربية ٣ : ٣٥ ـ ٣٦.
أقول : حشره الرافضة بين الفرق المذكورة ليس بشيء؛ لأنّه من المكذوبات عليهم في عهد دولة الطلقاء ، ولم يصحّ عن النبي صلىاللهعليهوآله حديثٌ في ذمّ (الرافضة) البتّة ، وقد صرّح عدوّ (الرافضة) ابن تيمية في منهاج السنة في حديثه عن موقف الشعبي من الرافضة ١ : ٢٢ ـ ٣٦ يكذب الأحاديث المرفوعة التي فيها لفظ الرافضة ، والثابت من طرق أهل البيت عليهمالسلام تبجيل هذه التسميّة والافتخار بها؛ لأنّها فيما تعنيه (رفض الجبت والطاغوت).