العامة في أُمور الدنيا والدين تبيّن لنا مدى السعة المفتوحة لآفاق علم الإمام التي يعللها الشريف المرتضى بأنها : (وجوب كونه أعلم الناس ، إذ لو لم يكن عالما لم يون أن يَقلب الأحكام والحدود ، وتختلف عليه القضايا المشكلة فلا يجيب عنها ، أو يجيب عنها بخلافها)(١).
وقد ورد عنهم عليهالسلام ما يشير إلى علمهم وحدوده وآفاقه ، ففي الكافي للكليني بالإسناد عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليهالسلام (ت / ١١٤ هـ) أنّه قال في تفسير قوله تعالى (هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ)(٢) : (إنّما نحن الذين يعلمون)(٣).
ونجد تحديد ملامح هذا العلم في ما روي عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام (ت / ١٤٨ هـ) ، إذ يقول : (إنّا أهل بيت ، عندنا معاقل العلم ، وآثار النبوة ، وعلم الكتاب ، وفصل ما بين الناس)(٤) ، وأما حدود هذا العلم فيقول عليهالسلام عنها :
__________________
أمير المونين عليهالسلام العامة (٥ / ١٣٨٦) ، والطوسي / الاقتصاد ٣١٠ ، والعلاّمة الحلي / الألفين في إمامة أمير المونين : ١٢٤.
(١) السيّد المرتضى / رسالة المحكم والمتشابه تفسير النعماني : ٧٩ ـ ٨٠.
(٢) سورة الزمر : ٣٩ / ٩.
(٣) ظ : الكليني / أصول الكافي ١ : ٢١٢ ـ ٢١٣ / ١ و ٢ باب أنّ من وصفه اللّه تعالى بالعلم هم الأئمّة عليهمالسلام من كتاب الحجّة ، وفرات الكوفي / تفسير فرات الكوفي : ٣٦٤ / ٤٩٥ ١١ ، والشيخ الطوسي / التبيان في تفسير القرآن ٩ : ١٣.
ورواه من العامّة : الطبري المفسّر في جامع البيان ٢٣ : ٢٤١ بسنده عن جابر الجعفي ، عن الإمام الباقر عليهالسلام ، وأورد ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٤٣ عن الإمام الصادق عليهالسلام مثله.
(٤) الصفّار / بصائر الدرجات : ٣٨٣ ـ ٣٨٥ / ٤ و ١١ و ١٣ باب ١٩ ، والشيخ المفيد